
“جولة مفاجئة للسيسي وماكرون في قلب القاهرة التاريخية.. رسائل ود وشراكة استراتيجية”
كتب/ زكريا جلاب
في لفتة إنسانية وحميمة تعكس عمق العلاقات بين الشعبين المصري والفرنسي، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بجولة مفاجئة مساء الأحد 6 أبريل 2025 في منطقة خان الخليلي والحسين بوسط القاهرة التاريخية. وقد أكدت هيئة الاستعلامات المصرية أن الزيارة لم تكن مدرجة ضمن جدول الأعمال الرسمي، ما أضفى عليها طابعا مميزا.
خلال الجولة، حرص الرئيس السيسي على تحية المواطنين، قائلاً: “كل سنة وأنتم طيبين”، في رسالة ود واضحة مع قرب حلول عيد الفطر. و اصطحب الرئيس المصري نظيره الفرنسي في جولة بين أروقة خان الخليلي، حيث قطعا الشارع الرئيسي وسط ترحيب حار من المواطنين والسياح الذين حرصوا على التقاط صور “سيلفي” مع الرئيسين.
وتوقف الرئيسان في مطعم خان الخليلي الشهير ومقهى نجيب محفوظ، في مشهد يعكس خصوصية المنطقة بوصفها أحد رموز الثقافة والتاريخ المصري. و صافح الرئيس السيسي عددًا من المواطنين، بينما بادلهم ماكرون التحية بابتسامة واضحة، رافعا يده في ود، في وقت تعالت فيه هتافات المصريين: “بنحبك يا ريس”، في استقبال يعكس شعبية الرئيس ومكانة الضيف الفرنسي.
ونشر الرئيس ماكرون عبر حسابه على منصة “إكس” مقطع فيديو للحظة دخوله الأجواء المصرية، و علّق قائلاً: “وصلنا إلى مصر برفقة رفاق طيران فخورين: طائرات رافال المصرية، رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي.” في إشارة إلى عمق الشراكة العسكرية بين البلدين، خاصة في مجال الصناعات الدفاعية.
ومن المقرر أن تستمر زيارة الرئيس الفرنسي لمصر لمدة ثلاثة أيام، حيث يعقد قمة ثنائية مع الرئيس السيسي يوم الإثنين لبحث عدد من الملفات، أبرزها الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والخطة العربية لإعادة إعمار القطاع، بالإضافة إلى قضايا إقليمية كالإرهاب، الأزمة الليبية، والهجرة غير الشرعية.
وتحمل هذه الزيارة أبعادًا استراتيجية وإنسانية، فهي تؤكد على عمق الشراكة بين القاهرة وباريس، وتبرز أهمية الدور المصري كقوة إقليمية فاعلة في ملفات الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما تعكس تقدير فرنسا لمكانة مصر ودورها القيادي في العالم العربي والقارة الأفريقية.
Average Rating