Advertisement Section
Header AD Image

مصر في مواجهة ترامب.. تهديدات جوفاء تزيدها قوة

Read Time:2 Minute, 33 Second

بقلم /محمد عابدين 

تهديدات ترامب لا تُرهب مصر.. بل تُقويها. هذه العبارة ليست مجرد شعار رفعته الجماهير المصرية في ميادين الثورة، بل هي حقيقة تاريخية أثبتتها الأيام. واليوم، تعود التهديدات الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لتُذكرنا بأن مصر ليست مجرد دولة، بل هي قلعة صمود في وجه كل من يحاول النيل من إرادتها.

ترامب، الذي اشتهر بخطابه الاستفزازي وسياساته الأحادية، عاد ليُصعّد من لهجته تجاه مصر، مُهدداً بترحيل سكان غزة إلى الأراضي المصرية، حتى لو رفضت القاهرة ذلك. هذه التهديدات ليست جديدة، لكنها تأتي في وقت تحاول فيه مصر الحفاظ على توازنها الإقليمي والدولي، وسط أزمات اقتصادية وسياسية متلاحقة. فالرئيس الأمريكي السابق، المعروف بحبه للظهور الإعلامي، يستخدم التهديدات كسلاح لإثبات وجوده على الساحة الدولية. وتصريحاته الأخيرة حول ترحيل سكان غزة ليست سوى محاولة لاستعادة بريقه السياسي، خاصة بعد خسارته الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

لكن السؤال الأهم هنا: هل تُرهب هذه التهديدات مصر؟ الإجابة ببساطة: لا. فمصر ليست دولة عابرة في التاريخ، بل هي أمة عريقة مرت بظروف أصعب من تهديدات ترامب. من الاحتلال البريطاني إلى العدوان الثلاثي، ومن حرب 1967 إلى حرب أكتوبر المجيدة، أثبتت مصر أنها قادرة على تحويل التهديدات إلى فرص، والأزمات إلى انتصارات.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن سيناء لن تكون أبداً بديلاً عن أرض فلسطين، مشدداً بقوله: “لا الآن ولا لاحقاً.. هذا مبدأ ثابت لن يتغير، لا في وجودي ولا بعدي، والشعب المصري نفسه لن يقبل بذلك.” هذا الموقف ليس مجرد رد دبلوماسي، بل هو إعلان واضح بأن مصر لن تتنازل عن سيادتها، حتى لو كانت الضغوط دولية. فسيناء ليست مجرد أرض، بل هي جزء من هوية مصر وتاريخها، وأي محاولة لاستخدامها كأداة لتصفية القضية الفلسطينية ستواجه بمقاومة شعبية وقومية لا تُقهَر.

وفيما يخص الضغوط الأمريكية، لمح ترامب إلى أن الولايات المتحدة قدمت الكثير لمصر، مما يوحي بإمكانية ممارسة ضغوط اقتصادية أو سياسية لإجبار القاهرة على تغيير موقفها. لكن التاريخ يُثبت أن الضغوط الخارجية لم تُغير يوماً من إرادة الشعب المصري. ففي الثلاثينيات، حاولت بريطانيا فرض إرادتها على مصر، فخرج الشعب ليُعلن: “لا تفاوض بعد اليوم.” وفي السبعينيات، مارست الولايات المتحدة ضغوطاً على مصر لتوقيع اتفاقيات مُجحفة، فكان الرد بحرب أكتوبر التي أعادت الكرامة الوطنية. واليوم، تُواجه مصر ضغوطاً جديدة، لكنها تُقابلها بإرادة أقوى من أي وقت مضى.

ورغم صمت عربي رسمي، تبدو مصر وكأنها تقف وحدها في مواجهة التهديدات الأمريكية. لكن الحقيقة أن مصر ليست وحدها، بل هي الأقوى. فالشعب المصري، الذي خرج بالملايين لدعم قيادته في أصعب الأوقات، هو الدرع الحقيقي الذي يحمي البلاد من أي مخططات خارجية. وقد تجلى ذلك مؤخراً عندما احتشد آلاف المصريين أمام معبر رفح لأداء صلاة الجمعة، رافعين الأعلام الوطنية، ومرددين هتافات تؤكد رفضهم القاطع لأي مخطط يستهدف أمن مصر أو حقوق الفلسطينيين. هذه الصورة ليست مجرد مشهد عابر، بل هي رسالة واضحة للعالم بأن مصر لن تركع أبداً.

وفي النهاية، فإن تهديدات ترامب ليست سوى اختبار جديد لقوة مصر وصمودها. والتاريخ يؤكد أن كل تهديد واجهته مصر كان بداية لمرحلة جديدة من القوة والتماسك. واليوم، تُواجه مصر هذه التهديدات بثقة وإرادة، لأنها تعلم أن التحديات لا تُضعفها، بل تُقويها. مصر أقوى من أي تهديد.. وأعظم من أي تحدٍ.

About Post Author

admin

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post أبو ريدة يستقبل الرجوب وزير الشباب والرياضة الفلسطيني ويهديه درع الاتحاد المصري
Next post السجن المشدد 6 سنوات علي متهم تاجر في الهيروين بسوهاج