
سوهاج تمنح الدكتوراه لباحث بعد وفاته؛ وتكرّمه بدرع ومكافأة تقديرًا لعطائه
كتب: محمد عابدين
أقدمت جامعة سوهاج على خطوة إنسانية وعلمية غير مسبوقة، حين وافقت على مناقشة رسالة دكتوراه شرفيًّا للباحث الراحل إبراهيم محمود عبده شمسيه، المدرس المساعد بكلية التكنولوجيا والتعليم، والذي توفّي قبل أيام قليلة من موعد المناقشة المحدد لرسالته التي جاءت بعنوان “توفير الطاقة في تطبيقات تكييف الهواء باستخدام المبرد التبخيري والطاقة الشمسية”.
وشهدت القاعة الزجاجية بالحرم الجامعي القديم وقائع المناقشة بحضور الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة، وأعضاء اللجنة المشرفة، وأسرة الباحث الراحل، وسط مشاعر إنسانية مؤثرة امتزجت فيها عظمة العلم بصدق الوفاء.
وفي كلمته خلال الجلسة، أعرب الدكتور النعماني عن خالص تعازيه لأسرة الباحث، مؤكدًا أن ما جرى يُعد سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ جامعة سوهاج، وجاء احترامًا لقيمة الباحث العلمية، وتقديرًا لمجهوده الكبير، وحفاظًا على حقه الفكري. وأوضح أن هذا القرار نابع من الإيمان بقيمة العلم، ولضمان ألا يضيع جهد الباحث هدراً بعد وفاته.
وصرّح الدكتور أحمد عبد الرحيم بأن رئيس الجامعة وجّه بمنح درع الجامعة ومكافأة مالية لأسرة الباحث، تكريمًا له، ولإدخال السرور على أسرته، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة استجابت سريعًا لتنفيذ المناقشة الشرفية، لما كان يتحلّى به الباحث من اجتهاد وأخلاق رفيعة نالت احترام الجميع.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمود سالم المشرف على الرسالة، أن تلك المبادرة غير المسبوقة تعكس حرص الجامعة على حماية الحقوق العلمية للباحثين، ومنع ضياع جهدهم، كما تضمن عدم نسب الأعمال البحثية لغير أصحابها. وأوضح أن الرسالة تمثل قيمة علمية حقيقية في مجال تكنولوجيا الطاقة، وتُعد مرجعًا يمكن أن ينتفع به في المستقبل.
هذا، وقد عبّرت أسرة الباحث عن بالغ شكرها لرئيس الجامعة ولكل من ساهم في تكريمه بعد وفاته، مؤكدين أن قرار الجامعة ترك أثرًا طيبًا في نفوسهم ورفع من معنوياتهم في هذا الظرف الصعب.
وتكوّنت لجنة الإشراف من نخبة من أساتذة الجامعات المصرية، وهم: الدكتور هاني الببلاوي من جامعة أسيوط، والدكتور محمد فتوح والدكتور أشرف ميمي من جامعة حلوان، والدكتور أحمد محمود من جامعة أسوان، إلى جانب الدكتور محمود سالم من جامعة سوهاج.
Average Rating