Advertisement Section
Header AD Image

المخدرات الجديدة بين الشباب: خطر صامت يهدد جيلًا كاملًا

Read Time:1 Minute, 59 Second

بقلم/ محمد نور 

بينما ينشغل المجتمع بقضاياه اليومية، يتسلل خطر صامت إلى عقول شبابنا؛ خطر يحمل أسماء قد تبدو مألوفة للبعض وغريبة على آخرين، لكنه في جميع الأحوال يُخفي وراءه دمارًا صحيًا واجتماعيًا كارثيًا: الترامادول، الاستروكس، والجوكر.

هذه المواد ليست مجرد مسكنات أو أعشاب كما قد يعتقد البعض، بل بوابات مدمرة نحو الإدمان، والانهيار الصحي، والانزلاق إلى عالم الجريمة. وتشير تقارير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي في مصر إلى أن 27.5% من حالات الإدمان تبدأ في سن المراهقة، وأن الترامادول يحتل المرتبة الثانية بعد الحشيش من حيث نسبة التعاطي بين الشباب.

الترامادول، الذي صُمم أساسًا كمسكن مركزي للآلام الشديدة تحت إشراف طبي، تحول بفعل سوء الاستخدام إلى مادة مخدرة خطيرة. وقد أوضح الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، أن الترامادول أصبح “بوابة الدخول الأولى إلى عالم الإدمان”، خاصة مع انتشار المفاهيم المغلوطة حول كونه منشطًا جنسيًا أو محسِّنًا للأداء البدني. دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Substance Use عام 2021، كشفت أن تعاطي الترامادول اليومي لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع فقط يؤدي إلى اعتماد جسدي ونفسي شديد، ويتسبب في الهلوسة، الاكتئاب الحاد، واضطرابات خطيرة بالقلب والكلى.

أما الاستروكس، الملقب بـ”مخدر الموت”، فيُعد أخطر تأثيرًا من الترامادول. يُصنع الاستروكس من أعشاب جافة تُرش بمواد كيميائية خطرة مثل الأسيتون والبنزوديازيبينات، مما يجعله يفوق تأثير الحشيش بأضعاف. وفقًا للمركز القومي للسموم بجامعة القاهرة، كان الاستروكس مسؤولًا عن 60% من حالات التسمم الناتجة عن تعاطي المخدرات خلال عام 2023. وتشمل الأعراض المصاحبة له نوبات تشنج، انهيارًا عصبيًا، فقدانًا للوعي، وقد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة الفورية.

رغم خطورة هذا المشهد القاتم، إلا أن بصيص الأمل لا يزال موجودًا. توفر الدولة عبر الخط الساخن (16023) خدمات علاجية مجانية وسرية للمدمنين، إضافة إلى إطلاق حملات ميدانية للتوعية في المدارس والجامعات بالتعاون مع الجهات الأمنية والطبية. ويبقى دور الأسرة حاسمًا في هذه المعركة، عبر رصد التغيرات السلوكية لدى الأبناء وفتح حوار دائم معهم بعيدًا عن التخويف أو التهديد، لخلق بيئة آمنة تشجعهم على المصارحة واللجوء إلى طلب المساعدة عند الحاجة.

لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي أمام خطر ينهش مستقبل شبابنا بصمت. الترامادول والاستروكس ليسا مجرد “حبوب” أو “أعشاب”، بل قنابل موقوتة تهدد جيلًا بأكمله. التوعية، والدعم، والتدخل المبكر، هي أسلحتنا الحقيقية في معركة إنقاذ شباب مصر وبناء مجتمع أكثر وعيًا وحصانة في وجه هذا الخطر الداهم.

About Post Author

hosen foda

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
88 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
13 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
100%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

5 thoughts on “المخدرات الجديدة بين الشباب: خطر صامت يهدد جيلًا كاملًا

  1. موضوع مهم ويحتاج تظافر وتعاون جميع المؤسسات الحكومية والمنظمات المعنية والمجتمعات للقضاء على هذا الخطر الذي يهدد مستقبل الشباب . والجميل والمهم أن يكون الكاتب من فئة الشباب محاولا بأسلوبه وحرصه أن ينقل الشباب من الجهل إلى العلم والمعرفة ومن الظلام إلى النور .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الشابو.. العدو الخفي الذي يسرق أرواح الشباب
Next post حماية أطفالنا: مواجهة التحرش الجنسي من خلال التوعية والتثقيف