Advertisement Section
Header AD Image

مدرس ثانوي بسوهاج يحوّل المنصات التعليمية إلى قصة نجاح مُلهمة

Read Time:2 Minute, 10 Second

سوهاج  _ رحاب محمود

أحمد طلعت، مدرس تاريخ وجغرافيا للثانوية العامة وخريج كلية التربية بجامعة سوهاج، استطاع أن يصنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب طلابه، بعدما اتخذ من المنصات الرقمية سبيلًا لنقل المعرفة، متحديًا النظرة التقليدية للتعليم، ومُثبتًا أن الإصرار والشغف يمكن أن يصنعا من التحديات محطات للنجاح والتأثير.

بدأ مشواره كأي شاب طموح يحمل شهادة جامعية وأحلامًا كبيرة، متسلحًا بما اكتسبه من معرفة خلال دراسته، وبشغف دفين لمهنة التدريس التي لم تكن له مجرد وظيفة، بل رسالة اختار أن يؤديها بكل حب. كان يستقبل مجموعات صغيرة من الطلاب في منزله، لا يسعى للانتشار السريع، بل كان همه الأول أن يصل إلى عقول أبنائه الطلبة وقلوبهم، مؤمنًا بأن العلاقة التربوية لا تُبنى فقط على الشرح والحفظ، بل على القرب والثقة والانتماء.

لم يكن الطريق ممهدًا، بل واجه في بداية الرحلة تحديات كبيرة، كان أبرزها النظرة المتشككة في القدرات بسبب صغر السن، والنقد الحاد الذي طاله من بعض من لم يألفوا فكرة أن يكون المعلّم في عمر مقارب للطلاب. لكنه لم يستسلم لتلك النظرات، بل اتخذ منها دافعًا لتطوير أدواته وصقل موهبته، فقرر استثمار قوة وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأ في تقديم محتوى علمي مصوّر بأسلوب سهل وجذاب، يجمع بين البساطة والعمق، ويحاكي في لغته تفكير الشباب واحتياجاتهم.

توالت ردود الفعل الإيجابية، وسرعان ما تحوّلت صفحاته التعليمية إلى منصات تضم الآلاف من المتابعين من مختلف المحافظات، يتابعونه ليس فقط من أجل المعلومة، بل أيضًا للاستفادة من الأسلوب الذي يعتمد على التحفيز، والإقناع، وتبسيط المادة العلمية، مع تقديم نماذج واقعية للإجابة، ونصائح نفسية لدعم الطلاب خلال رحلة الامتحانات.

لم يتوقف عند حد التفاعل الرقمي، بل أنشأ منصة تعليمية مستقلة، صُممت بعناية لتواكب متطلبات المرحلة، ولتقدم محتوى أكاديميًا منظمًا وشاملًا، يتنوع بين المحاضرات، والاختبارات الإلكترونية، والأنشطة التي تتيح للطالب تقييم نفسه ذاتيًا، وكأنّه داخل فصل دراسي فعلي، بل وأكثر فاعلية.

ورغم كل هذا النجاح، لم يتخلَ عن قناعته الراسخة بأن التعليم لا يكون ناجحًا إلا عندما تكون هناك علاقة إنسانية حقيقية بين المعلّم والطالب، قوامها الاحترام المتبادل والفهم المشترك. وهو ما دفعه لتبني أسلوب القرب من الطلبة، والاستماع إلى مشاكلهم، والرد على أسئلتهم بنفسه، وكأنه أخ أكبر يحمل همّهم ويسعى إلى نجاحهم.

وفي ختام الحديث، وجّه رسالة مؤثرة إلى أولياء الأمور، دعاهم فيها إلى إعادة النظر إلى دور المعلّم في حياة أبنائهم، باعتباره شريكًا أساسيًا في بناء مستقبلهم، وليس مجرد ناقل للمنهج أو موظف يؤدي مهامًا يومية. مؤكدًا أن صاحب هذه المهنة إذا وجد الثقة والدعم، سيكون خير معين للطالب في رحلته التعليمية، وأن الإيمان بقدرة الشباب على صناعة الفارق هو الخطوة الأولى نحو تعليم عصري حقيقي يخدم الوطن.

About Post Author

hosen foda

Happy
Happy
8 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
92 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post حملة حاسمة تطيح بمبانٍ عشوائية وتحيل أصحابها للنيابة العسكرية بالمنيا
Next post مصرع شاب غرقا بإحدى الترع بالبحيرة