Advertisement Section
Header AD Image

أنقذ نفسك قبل موجة الأنهيار…. رسائل لن تتكرر

Read Time:2 Minute, 5 Second

بقلم/ زكريا جلاب 

تشهد الحياة خلال السنوات القليلة المقبلة، وبالأخص مع دخول عام 2026، تحوّلات سريعة تشبه الفواصل التاريخية في مسار الأفراد والشركات والدول. العالم لم يعد كما كان، ومن لا يطوّر نفسه سيظل خارج السباق، بينما القادم سيكون في صف من يعمل، يتعلم، ويبني دخلًا حقيقيًا ومستقبلًا ثابتًا.

تتسع الفجوة بين من يسعى للنمو ومن يفضل البقاء على روتينه القديم. فالثراء اليوم لم يعد مجرد حظ، بل نتاج تطوير مهارات وإصرار على التغيير. وفي المقابل، يزداد الفقر لمن يظل أسيرًا لعادات يومية تستنزف الوقت بلا قيمة، وتجعله سلعة في يد المحتوى التافه.

في ظل هذا العالم المتسارع، أصبحت منصات مثل “تيك توك” نموذجًا لاستهلاك الوقت وتفريغ العقول. انشغل كثيرون بخلافات المشاهير، وزيجاتهم وطلاقاتهم، بينما هؤلاء يعيشون في رفاهية القصور، في الوقت الذي يحمل فيه الجمهور نفسه أعباء الواقع. هذه المقارنات خلقت ضغوطًا نفسية هائلة، خصوصًا لدى الشباب الذين باتوا يقيسون حياتهم على عوامل غير واقعية.

لم يعد التعصب الكروي أو السياسي سبيلًا لأي تغيير إيجابي. فقد صار الانشغال بهذه الصراعات مجرد استنزاف عاطفي لا ينتج عنه تقدم أو تحسين في مستوى المعيشة. ما يحتاجه المواطن اليوم هو التركيز على مصدر رزقه، وتنمية مهاراته، وتحقيق دخل حقيقي يحميه من تقلبات الظروف الاقتصادية.

وفي مقابل ضغوط الدولار وارتفاع الأسعار، يمكن للشباب الدخول في مشروعات بسيطة برأس مال محدود. السوق المصري يستورد عشرات السلع يوميًا، ويمكن لأي مجموعة من الشباب أن تبدأ تجارة صغيرة في واحدة منها. التجربة وحدها كفيلة بكسر حاجز الخوف، وفتح أبواب رزق جديدة، بعيدًا عن دوامة التوقعات الاقتصادية المرهقة.

التحدي الأكبر اليوم هو حماية الأجيال الجديدة من المقارنات الوهمية والمحتوى الذي يُفقد الهوية ويهدم القيم. الحفاظ على البيوت يبدأ من حماية الأبناء، سواء من الإدمان الرقمي أو من صور حياة مزيفة تخلق إحباطًا وقد تجرّ إلى سلوكيات أخطر.

وفي ظل انتشار مواقع التداول الوهمي، والمراهنات، والألعاب التي تسحب الوقت والمال، تظهر موجة جديدة من النصب المقنّن الذي يستهدف الشباب خصوصًا. هذه التطبيقات تُسوق للثراء السريع بينما الحقيقة أنها تلتهم الأعمار والمدخرات بلا رحمة.

أما الطريق الحقيقي، فيكمن في العمل الحلال، وتطوير الذات، وتجربة مجالات جديدة مثل التجارة، الزراعة، الصناعات الصغيرة، وحتى تقديم الخدمات. كل مجال يحمل باب رزق وثبات، بشرط الاجتهاد والصبر والمثابرة.

وفي النهاية، وسط ضجيج المهرجانات والمحتوى العابر، تظل النصائح الصادقة قليلة ونادرة. لكن الواقع يقول إن امتلاك عمل حقيقي وأصول ملموسة هو ما يبقى، وهو ما يصنع مستقبلًا قادرًا على مواجهة التغيير بدل أن يجرفه التغيير بعيدًا.

هذه رسالة لا تتكرر، ولعل من يدرك قيمتها اليوم يحصد نتائجها غدًا.

About Post Author

zakria zakria

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post برعاية وزير الشباب والرياضة… معسكر “مغامرات نيلوس” ينطلق لتنمية وعي الأطفال البيئي في كفر الشيخ