Advertisement Section
Header AD Image

بين الحلم والواقع.. العمالة المصرية في رحلة البحث عن “فرصة العمر

Read Time:2 Minute, 17 Second

بقلم/ زكريا جلاب

في كل مطار مصري، يمكنك أن ترى المشهد يتكرر كل يوم؛ شباب يحملون حقائبهم وأحلامهم، يودّعون أهلهم بدموع ممزوجة بالفرح والخوف، متجهين إلى المجهول. حلم السفر إلى الخارج ما زال يسكن عقول الكثير من الشباب المصريين الباحثين عن “فرصة العمر”، لكن خلف هذا الحلم تختبئ قصص موجعة لا يعرفها إلا من وقع فريسة للنصابين وتجار الأوهام.

محمد، شاب من محافظة المنوفية، قرر أن يسافر إلى إحدى دول الخليج بعد أن ضاق به الحال في عمله اليومي. أحد “المكاتب” وعده بعقد عمل في شركة كبرى براتب مغرٍ وإقامة كاملة. باع هاتفه واستدان مبلغًا ليدفع “رسوم السفر والإجراءات”. وبعد وصوله، اكتشف أن العقد مزور، وأن الشركة لا وجود لها. اضطر محمد للعمل في مهن مؤقتة بأجر زهيد، حتى تمكن بصعوبة من العودة إلى مصر صفر اليدين.

يقول محمد لـ”فيرست بريس”:

> “كنت فاكر إن السفر هو الحل، لكني اكتشفت إن الغربة من غير ضمانات قانونية ممكن تضيعك.. واللي يغريك بكلام حلو مش دايمًا ناصحك، ممكن يكون هو أول واحد بيبيعك.”

 

وفقًا لمصادر في وزارة القوى العاملة، فإن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في بلاغات الاحتيال المتعلقة بعقود العمل الوهمية. وأوضحت الوزارة أن كثيرًا من هذه المكاتب تعمل دون تراخيص، وتستغل حاجة الشباب للسفر بتقديم عروض “سريعة ومضمونة” مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وأكد مصدر مسؤول بالوزارة أن الوزارة “لا تتعامل إلا مع شركات مسجلة رسميًا لديها، وتخضع لمتابعة دقيقة لحماية المواطنين من الاستغلال”. كما شدد على ضرورة التأكد من رقم ترخيص المكتب قبل دفع أي مبالغ مالية.

تقول “هالة عبد الغفار”، الباحثة في شؤون الهجرة والعمل، إن ظاهرة السفر غير المنظم تمثل خطرًا اجتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا، مضيفة:

> “الكثير من الشباب يسافرون بعقود غير قانونية أو تأشيرات زيارة، فيجدون أنفسهم بلا حماية قانونية، ويضطرون للعمل في ظروف قاسية أو غير آمنة، مما يعرضهم للاستغلال وربما الترحيل.”

 

وتشير إلى أن بعض الدول باتت تفرض قيودًا صارمة على العمالة القادمة بطرق غير شرعية، مما جعل كثيرًا من المصريين في الخارج يواجهون مصيرًا مجهولًا.

الهجرة والعمل في الخارج ليست حلمًا مستحيلًا، لكنها تحتاج إلى وعي وثقافة قانونية. ولذا تنصح الجهات الرسمية الراغبين في السفر بعدم التعامل مع أي مكتب توظيف إلا بعد التأكد من حصوله على ترخيص من وزارة القوى العاملة، ومراجعة السفارة أو القنصلية المصرية في الدولة المستهدفة للتأكد من صحة العقود، وتجنب تحويل أي مبالغ مالية عبر وسطاء مجهولين أو حسابات شخصية، والاحتفاظ بنسخة من العقد وجواز السفر وأرقام الطوارئ الخاصة بالسفارة المصرية.

ورغم كل ما يحيط بملف العمالة المصرية بالخارج من تحديات، تبقى إرادة العمل والسعي الشريف هي السمة الغالبة على شباب مصر. لكن بين الحلم والواقع، هناك خيط رفيع يفصل بين الأمل المشروع والوهم القاتل. فالسفر ليس نهاية الطريق، بل بدايته — شرط أن يبدأ بخطوة صحيحة وموثقة، لا بخديعة على يد نصاب يبيع الأمل في حقيبة سفر.

About Post Author

zakria zakria

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ماييلى مرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي للعام الحالى
Next post نادي الصحفيين يستضيف مائدة مستديرة إعلامية حول بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025